البرازيل

المنتجات الغذائية والمشروبات

17-08-2022

البرازيل تنقذ صادرات الثوم المصرى من أزمة “الغزو الروسى”

البرازيل

أسهمت زيادة الطلب البرازيلى على الثوم المصرى هذا العام فى التخفيف من حدة تراجع إجمالى صادرات المنتج التى تأثرت سلباً بالحرب الروسية الأوكرانية؛ حيث تعتبر منطقة البحر الأسود من أهم المناطق المستوردة للثوم من مصر خاصة فى مطلع الموسم. وفقًا للبيانات الرسمية الصادرات عن وزارة الزراعة، فإن صادرات الثوم خلال النصف الأول من العام الجارى سجلت نموًا بنحو 5%، لتصعد إلى 17.2 ألف طن مقابل 16.4 ألف طن فى الفترة المناظرة من العام الماضى. قال بايرون ماتشوكا، أحد مسئولى شركة «وايت ليون فودز» تعمل فى دولة بيرو، إن مُنافسة الثوم المصرى والمغربى أيضًا أصبحت قوية فى الآونة الأخيرة، وكان هذا أحد أسباب تراجع إنتاج المحصول فى بيرو هذا العام، حسبما ذكر فى تصريحات لموقع «فريش بلازا».

 

وأشارت مصادر فى وزارة الزراعة، إلى أنه بالرغم من ارتفاع إجمالى الصادرات بشكل عام لكنها أقل من التوقعات قبل اندلاع الغزو الروسى فى أوكرانيا، خاصة أن الإنتاج العام للسوق نما بأكثر من 40% هذا الموسم. أوضحت المصادر، أن الطلب من البرازيل هذا العام كان جيدًا بعد انخفاض أسعار التصدير وارتفاع كميات الإنتاج، فزادت الصادرات على مستوى الكميات وليس القيمة. قال محمد النساج، رئيس شركة النساج للحاصلات الزراعية، إن صادرات الثوم «الجاف» محدودة هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، والذى انعكس على أسعار المحصول المخصص للتصدير سلباً، لتهبط إلى 12 جنيهاً للكيلو مقابل 20 جنيهاً العام الماضى.

 

أوضح «النساج»، أنه بالرغم من زيادة الطلب البرازيلى على الثوم المصرى لكن الكميات لا تزال ضعيفة خاصة أن هذا السوق جديد أمام المنتج المصرى مقارنة بسوقه الرئيسى وهو روسيا الذى كان يستقبل سنوياً كميات ضخمة. يحظى الثوم المصرى بأهمية كبيرة فى سوق البرازيل، رغم حداثة دخوله إليه للمرة الأولى فى يونيو 2019، وتحتل مصر المرتبة الرابعة على قائمة أكبر منتجى الثوم حول العالم بما يقترب من 280 ألف طن سنوياً، وتأتى الصين فى المرتبة الأولى بما يتخطى 20 مليون طن سنوياً، وبلغت صادرات أول 6 أشهر من هذا العام نحو 17 ألف طن.

 

أشار إلى صعوبة موقف صادرات المحصول هذا العام خاصة بعد اشتداد المنافسة أمام المنتج الصينى فى أبرز سوق مستورد حول العالم وهو «تايوان»، وكانت الشركات ترى أن السوق البرازيلى سيكون داعماً للصادرات هذا العام. أوضح كامل محمد السيد، رئيس شركة الندى للاستيراد والتصدير، أن العام الجارى شهد نمواً ملحوظاً فى الطلب على الثوم المصرى فى البرازيل، لكن هذا السوق حديث ومازال غير منتظم فى الكميات التى يستوردها سنوياً. أضاف أن انخفاض الأسعار بسبب تراجع الصادرات جذب المشترين من البرازيل لاستيراد كميات أكبر من مصر، والتى تزامنت مع تراجع الطلب على الثوم الجاف من تايوان بنحو 75% مقارنة بالعام الماضى.

 

أشار إلى أن الأردن اعتاد غلق أسواقه أمام الثوم المستورد بداية من مارس لحين انتهاء محصوله، لكنه تأخرت فى فتح السوق مرة أخرى هذا العام لدخول المستورد، واعتاد فتح سوقه بداية من يونيو أو يوليو لكن من المتوقع أن يستأنف الاستيراد فى أكتوبر المقبل. تبدأ مصر تصدير الثوم الطازج سنويًا إلى دول أوروبا، وأبرز هذه الدول هى ألمانيا وإيطاليا وهولندا، وبكميات كبيرة إلى روسيا وأوكرانيا وبولندا، ثم يتم تصدير الثوم «الجاف» بكميات محدودة إلى أوروبا، ونحو 80% من الثوم الجاف إلى تايوان، وجنوب أفريقيا وروسيا. وذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت فى خسارة الموسم هذا العام والذى تزامن بدايته مع اندلاع الحرب، فضلاً عن زيادة الإنتاج بنحو 40 و50% مقارنة بالعام الماضى.

 

قال شعيب حاتم، مزارع ثوم، إن ارتفاع تكلفة زراعة الثوم وتدنى السعر النهائى للمحصول لم يسمحا بتحقيق أرباح هذا الموسم، إذ يبلغ متوسط إنتاجية الفدان بين 10 و12 طناً من الثوم بسعر 3500 جنيه للطن، فيما تجاوزت تكلفة الفدان 45 ألف جنيه. لفت إلى أن صغار المزارعين تكبدوا خسائر كبيرة؛ بسبب تدنى الأسعار، ومع ضعف السيولة المالية لديهم ورغبتهم فى سداد ما عليهم من مصروفات فى أثناء الإنتاج ساء وضعهم مقارنة بالشركات الكبرى التى تملك سيولة مالية كبيرة تساعد على تخطى المواسم الص