تبرز عدة استثمارات عربية في الجزائر ساهمت وبشكل لافت في تعزيز صادرات البلاد خارج المحروقات، في قطاعات الحديد والصلب والأسمدة والمخصبات الزراعية، وهي إحدى أبرز استراتيجيات رئيس الجمهورية المعلنة قبل توليه رئاسة البلاد. ومن بين المشاريع العربية التي وصلت مرحلة التصدير خارج المحروقات، تبرز الاستثمارات القطرية في الجزائر كواحدة من الدول العربية التي ساهمت في هذه المساعي، من خلال الشركة الجزائرية القطرية للحديد والصلب، بلارة، المتواجدة بولاية جيجل. في هذا الصدد، ذكر مسؤول القسم التجاري بالشركة الجزائرية القطرية للحديد والصلب، محمد زبيري، للتلفزيون الجزائري قبل أيام، أن الشركة تمكنت من تحقيق 140 مليون دولار كرقم صادرات في 2022، بكميات بلغت حوالي 200 ألف طن من منتجات الحديد والصلب، وتطمح لتصل إلى الرقم المحدد في ميزانية 2022 والوصول إلى عتبة 220 مليون دولار.
وتأتي الأرقام المعلن عنها من طرف الشركة الجزائرية القطرية للحديد والصلب بلارة ببلدية الميلية بجيجل، في ظل اعتزام الشركة الانتقال إلى المرحلة الثانية من المشروع وتوسعته، عبر دراسة جدوى لتحديد المنتجات المعنية بالإنتاج من مخطط التوسعة، والتي تأتي تجسيدا لمذكرة التفاهم التي وقعت بين الطرفين عقب زيارة رئيس الجمهورية إلى دولة قطر قبل أشهر. ويتضمن مخطط التوسعة للشركة الجزائرية القطرية للحديد والصلب رفع إنتاج المصنع إلى 4 مليون طن، صعودا من 2 مليون طن هو إنتاج الشركة حاليا. كما يعتبر قطاع الأسمدة والمخصبات الزراعية، من خلال شراكات جزائرية عربية، من المساهمين في صادرات الجزائر خارج المحروقات، وبمبالغ معتبرة. في هذا الإطار، تبرز الشركة الجزائرية العمانية للأسمدة التي أقيمت بشراكة بين الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك وشريك عماني، وتتواجد بالميناء النفطي بأرزيو بولاية وهران.
وفاقت صادرات هذه الشركة، في 2021، وفق المعلومات التي حصلت عليها الشروق، أكثر من 1.2 مليار دولار، وكانت وجهة مبيعاتها نحو مختلف دول العالم، وتشير التوقعات إلى أن قيمة صادراتها ستفوق بكثير ما تم تصديره العام الماضي، بالنظر إلى ارتفاع أسعار الأسمدة في السوق الدولية بشكل غير مسبوق. كما ساهمت شركة “سورفارت” للأسمدة والمخصبات الزراعية، التي أقيمت بشراكة بين سوناطراك، وأوراسكوم المصرية سابقا، في دعم وتعزيز صادرات الجزائر خارج المحروقات، إذ بلغت مبيعاتها إلى الخارج في 2021، 850 مليون دولار، ويتوقع أن تفوق 1 مليار دولار بنهاية العام الحالي.