في وقت كان يئن فيه منتجو النفط الصخري في أميركا بفعل التراجع الحاد في الطلب الخام بفعل تبعات جائحة كورونا والتي تسببت في تعطل الأنشطة الاقتصادية حول العالم، كان النفط السعودي ينهمر على الأسواق الأميركية بفعل ميزة تنافسية هامة يتمتع بها وهي تكلفة الإنتاج الرخيصة. وتشير نتائج مسح أجرته "العربية.نت" اعتمادا على بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن حجم صادرات النفط السعودي إلى السوق الأميركي حتي نهاية الأسبوع المنتهي في 6 نوفمبر الجاري بلغ نحو 247.7 مليون برميل فيما بلغ إجمالي صادرات النفط السعودي للسوق الأميركي في 2019 بأسرها نحو 182.5 مليون برميل بمعدل يومي يبلغ نحو 500 ألف برميل وبزيادة نسبتها نحو 36%.
ووفقا للبيانات فإن شهر يونيو الماضي شهد أكبر تدفق للنفط الخام السعودي إلى الأسواق الأميركية منذ مطلع العام الجاري بنحو 5.1 مليون برميل يليه شهر مايو بنحو 4.9 مليون برميل في وقت بدأت فيه وتيرة الصادرات في التراجع خلال الشهور التالية مع سعي السعودية لضبط المعروض في أسواق النفط العالمية من أجل إعادة التوازن إلى السوق. وفي بداية أزمة كورونا خلال شهر مارس الماضي، بلغت صادرات النفط السعودية إلى السوق الأميركي نحو 1.8 مليون برميل انخفضت إلى نحو 1.4 مليون برميل في أبريل قبل أن تعاود الصعود مرة أخرى في مايو ويونيو من العام الجاري. ومنذ بداية تعقب البيانات، بلغت ذروة صادرات النفط السعودي إلى الأسواق الأميركية في العام 2003 حيث بلغت في حينها نحو 630 مليون برميل فيما بدأت وتيرة الصادرات في التراجع مع زيادة إنتاج الخام الأميركي لتسجل أدنى مستوياتها على الإطلاق العام الماضي مع القفزة الهائلة التي شهدتها إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة.
وبحسب بيانات مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، والتي أطلعت عليها "العربية.نت"، فإن صادرات السعودية من الوقود الأحفوري للولايات المتحدة بلغت نحو 12 مليار دولار العام الماضي لتأتي المملكة في المرتبة 26 لقائمة الدول المصدرة لأكبر اقتصاد في العالم. والعام الماضي شكلت السعودية نحو 6% من إجمالي الواردات الأميركية من المنتجات البترولية ونحو 7% من إجمالي واردات النفط الخام لتأتي السعودية على قمة الدول الخليجية المصدرة للنفط إلى الولايات المتحدة والتي تشكل دول الخليج نحو 11% من واردات منتجاتها البترولية ونحو 13% من واردات النفط الخام. وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية والتي أطلعت عليها "العربية.نت" أن الولايات المتحدة استوردت العام الماضي نحو 9.1 مليون برميل يوميا من 90 دولة حول العالم ما يعادل إجمالي حجم واردات بنحو 3.3 مليار برميل، وشكل العام الماضي أقل صافي واردات لثاني أكبر مستهلك للنفط بالعالم منذ العام 1954.