أظهرت بيانات اليوم الخميس أن صادرات كوريا الجنوبية ارتفعت بنسبة 16.6% على أساس سنوي في مارس على خلفية الطلب القوي على الرقائق والسيارات لتوسع مكاسبها للشهر الخامس على التوالي، مما أثار التكهنات بأن التعافي في رابع أكبر اقتصاد في آسيا يتزايد. ووصلت الشحنات الصادرة إلى 53.8 مليار دولار في الشهر الماضي، مقارنة بـ 46.1 مليار دولار في نفس الشهر من العام الماضي، وفقا للبيانات التي جمعتها وزارة التجارة والصناعة والطاقة. وارتفعت الواردات بنسبة 18.8% إلى 49.6 مليار دولار، مما أدى إلى فائض تجاري قدره 4.17 مليار دولار. هذا وحققت كوريا الجنوبية فائضا تجاريا للشهر الحادي عشر على التوالي.
كان الرقم الأخير أقل قليلا من تقديرات السوق. وفقا لاستطلاع أجرته يونهاب انفوماكس، الذراع المالية لوكالة يونهاب للأنباء، كان من المتوقع أن ترتفع صادرات البلاد في مارس بنسبة 18.3% على أساس سنوي. وحتى مع الأخذ في الاعتبار التأثير الأساسي، فإن الرقم الأخير مهم لأنه كان الأعلى في التاريخ من بين كل شهور مارس، وفقا للوزارة.
وقادت النمو إلى حد كبير صادرات الرقائق التي زادت بنسبة 8.6% لتصل إلى 9.51 مليار دولار، وهذا أعلى مستوى في 28 شهرا. وشكلت الرقائق حوالي 18% من الصادرات الشهرية. وجاء النمو مع قيام مراكز البيانات العالمية بتوسيع خوادمها، مع ارتفاع متوسط سعر الرقائق بسبب نقص الإمدادات. وقفزت صادرات السيارات بنسبة 15.3% لتصل إلى 4.4 مليار دولار، وهذا أعلى نسبة في أكثر من أربع سنوات. وعلى الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن نقص رقائق السيارات، تمكنت صادرات السيارات من توسيع مكاسبها للشهر الثالث بفضل الطلب القوي على الموديلات المتميزة بما في ذلك السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات والسيارات الكهربائية. وارتفعت صادرات البطاريات القابلة لإعادة الشحن بنسبة 23.5% على خلفية حملة الطاقة الخضراء للإدارة الأمريكية الجديدة.
وعلى خلفية انتعاش أسعار النفط الخام العالمية، سجلت صادرات المنتجات البترولية أول نمو منذ أكثر من عامين، حيث ارتفعت بنسبة 18.3% لتصل إلى 2.7 مليار دولار. وارتفعت شحنات السفن الصادرة إلى الخارج بنسبة 63.9% لتصل إلى 2.3 مليار دولار حيث توصل بناة السفن المحلية إلى سلسلة من الصفقات الكبرى. ونمت صادرات منتجات الصحة الحيوية بنسبة 43.6% خلال الفترة المذكورة بسبب الطلب القوي على أدوات اختبار كوفيد-19.
حسب الوجهة، ارتفعت الصادرات إلى الصين، أكبر شريك تجاري، بنسبة 26% على أساس التأثير الأساسي. أدى انتعاش الاقتصاد رقم 1 في آسيا إلى زيادة الطلب على معدات البناء الكورية الجنوبية أيضا. وقفزت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 9.2% وسط تزايد الأمل في انتعاش ثقة المستهلك بشأن حزم التحفيز. وتجمعت شحنات قطع غيار السيارات مع تطبيع خطوط الإنتاج في أمريكا الشمالية. كما زادت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 36.6% مع الطلب المتزايد على أدوات اختبار كوفيد-19 والسيارات الصديقة للبيئة. وارتفعت الصادرات إلى جنوب شرق آسيا بنسبة 10.8% بفضل الانتعاش الاقتصادي في المنطقة.
وفي فبراير، ارتفعت صادرات البلاد بنسبة 9.5% على أساس سنوي أيضا على خلفية الشحنات القوية من الرقائق والسيارات وغيرها من المنتجات الرئيسية. وفي عام 2020، وصلت صادرات البلاد إلى 512.8 مليار دولار، بانخفاض قدره 5.4% عن عام 2019. وعانى الاقتصاد الكوري الجنوبي من تراجع بنسبة 1% العام الماضي، مسجلا أكبر انكماش على الإطلاق منذ الأزمة المالية لعام 1997. وقدر البنك المركزي في وقت سابق أنه من المتوقع أن يتعافى الاقتصاد من جائحة كوفيد-19 بوتيرة أسرع من المتوقع في هذا العام. وفي فبراير، عدل البنك المركزي توقعاته لنمو الصادرات لعام 2021 إلى 7.1% من تقديراته في نوفمبر عند 5.3%.