تماشياً مع رؤية وتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، الرامية إلى زيادة مساهمة القطاع الزراعي في دعم المنظومة الاقتصادية للإمارة والدولة، من خلال المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي، يحقق الإنتاج الزراعي في إمارة أبوظبي نمواً ملحوظاً من حيث الحجم والقيمة وبمعدل نمو سنوي مركب بلغ 6.5% للفترة 2017-2020، حيث يقدر إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني حوالي 13.7 مليار درهم عام 2020، بزيادة نسبتها 12% عن عام 2019،، لترتفع بذلك نسبة مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة إلى 1.1% عام 2020، مقارنة بـ 0.8% خلال السنوات السابقة، ما ينسجم مع أهداف وتطلعات حكومة أبوظبي لتحقيق منظومة متكاملة ومرنة للأمن الغذائي في الإمارة، من خلال دعم وتطوير الإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي.
ويعتبر قطاع الزراعة بشقيه النباتي والحيواني أحد القطاعات الرئيسية ضمن مكونات الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي، ويتم احتساب نسبه مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بعد احتساب قيمة كافة الأنشطة والقطاعات الاقتصادية للإمارة. وتعد هذه الزيادة الملحوظة في حجم الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ثمرة للخطط والسياسات التي تضعها وتقوم على تنفيذها الهيئة لتحقيق أهداف وأولويات الحكومة، حيث تحرص الهيئة على نشر وتبني أفضل الممارسات الزراعية، ودعم التوجه نحو التقنيات الحديثة وأنظمة الزراعة الذكية، ونظم الزراعة الرأسية ذات القدرة على إنتاج 5 إلى 10 أضعاف الإنتاج في الزراعة التقليدية، وتطبيق تقنيات الري لتحسين كفاءة استهلاك المياه إضافة إلى استخدام الخوارزميات في تحديد المخاطر المحتملة لانتشار الأوبئة والأمراض الحيوانية، وتحفيز المزارعين على الاستفادة من نتائج ومخرجات الأبحاث الزراعية المناسبة لبيئة ومناخ إمارة أبوظبي، حيث يتم تجريب وإدخال محاصيل أساسية لها القدرة على تعزيز الأمن الغذائي مع الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.
كما تعمل الهيئة على تعزيز تنافسية المنتجات الزراعية المحلية في السوق، وأطلقت في سبيل ذلك برنامج «أبوظبي جاب» وهو النسخة المحلية للبرنامج العالمي للممارسات الزراعية الجيدة «جلوبال جاب»، الذي يطبق معايير جودة الإنتاج الزراعي لضمان سلامة الغذاء والإدارة المستدامة للبيئة والمحافظة على صحة العاملين على إنتاجه. كما شجعت الهيئة أصحاب المزارع على التحول نحو الزراعة العضوية، وقد عملت على تأهيل عدد من المزارع وتحويلها من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية وحصولها على تراخيص الزراعة العضوية. وتشير البيانات الإحصائية التي تم جمعها من قبل هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بالتعاون مع مركز الإحصاء أبوظبي إلى أن حجم الإنتاج الزراعي المحلي بشقيه النباتي والحيواني بلغ 707,774 طناً خلال عام 2020، حيث استحوذ الإنتاج النباتي على ما نسبته 59.6% من إجمالي الإنتاج الزراعي، وبلغ حوالي 421,524 طناً، بزيادة نسبتها 33% عن حجم الإنتاج لعام 2017، مقابل زيادة بنسبة 27% في الإنتاج الحيواني عن الفترة نفسها، ليستحوذ بدوره على نحو 40.4% من إجمالي الإنتاج الزراعي البالغ حوالي 286,250 طناً.
وتوزعت كميات الإنتاج الحيواني والنباتي تبعاً لصنف المنتج، وفيما يخص الإنتاج الحيواني فقد بلغ حجم إنتاج حليب الأبقار في مزارع الإنتاج الحيواني ذات النشاط التجاري حوالي 168273 طناً بنسبة 58% من إجمالي الإنتاج الحيواني، في حين بلغ إنتاج لحوم الدواجن حوالي 50718 طناً بنسبة 18% من الإنتاج الحيواني، يليه إنتاج بيض المائدة الذي استحوذ على 15% من إجمالي الإنتاج الحيواني ليصل إلى 42916 طناً، ثم اللحوم الحمراء بنسبة 9% وحجم إنتاج بلغ 25662 طناً. أما القطاع النباتي فقد استحوذ إنتاج التمور على النسبة الأكبر منه، حيث بلغ حوالي 258335 طن بنسبة 61% من إجمالي الإنتاج النباتي، مقابل 39% لإنتاج الخضراوات والفواكه بإجمالي إنتاج بلغ 163189 طناً.
وتتوقع الهيئة زيادة حجم الإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي من دون الأعلاف إلى حوالي 741886 طناً، بزيادة نسبتها 33% مقارنة بالإنتاج المحقق عام 2017 وزيادة بنسبة 5% مقارنة بإنتاج عام 2020. وتشير التقديرات الإحصائية التي أجرتها الهيئة من خلال مسح المزارع التجارية ومزارع صغار المنتجين في إمارة أبوظبي إلى أن الإنتاج الحيواني سيحقق قفزة نوعية بزيادة نسبتها 62%، مقارنة بالإنتاج الحيواني عام 2017، وزيادة بنسبة 12% مقارنة بإنتاج عام 2020، بينما يتوقع نمو الإنتاج النباتي من الخضراوات والفواكه بنسبة 16.5% مقارنة بإنتاج عام2017.