أظهرت بيانات أولية أصدرتها وزارة التجارة الهندية أن الهند صدرت سلعا بقيمة 38.19 مليار دولار في نيسان (أبريل) الماضي، بزيادة 24.22 في المائة، مقارنة بـ 30.75 مليار دولار العام الماضي. ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن الوزارة القول إن الواردات بلغت قيمتها 58.26 مليار دولار خلال الشهر الماضي، بارتفاع 26.55 في المائة، مقارنة بـ46.04 مليار دولار خلال الشهر نفسه من 2021. وارتفعت واردات النفط 81 في المائة لتصل إلى 19.5 مليار دولار، حيث إنها تمثل 33.5 في المائة من إجمالي الواردات. وارتفعت صادرات المنتجات البترولية الهندية 113.2 في المائة لتصل إلى 7.73 مليار دولار، في حين تراجعت صادرات المجوهرات 2 في المائة خلال نيسان (أبريل) الماضي، في حين ارتفعت صادرات البضائع الإلكترونية 64 في المائة.
وكان قطاع الصناعة في الهند قد نما بوتيرة أسرع في نيسان (أبريل) الماضي، حيث عززت المصانع من الإنتاج في ظل ارتفاع الطلبات، وفقا لما أظهره مؤشر شهري أمس الأول. وارتفع مؤشر "إس آند بي جلوبال" لمديري المشتريات بصورة غير متوقعة إلى 54.7 في نيسان (أبريل) الماضي، مقارنة بـ54 في آذار (مارس) الماضي. وكان من المتوقع ارتفاع المؤشر إلى 53.8 نقطة. وعزز تخفيف قيود مكافحة فيروس كورونا نمو الطلبات الجديدة في نيسان (أبريل) الماضي. إلى ذلك، سجلت ولاية ماهاراشترا في غرب الهند 25 وفاة نتيجة ضربة شمس منذ نهاية آذار (مارس)، وهي أعلى حصيلة خلال الأعوام الخمسة الماضية، مع احتمال وقوع مزيد من الوفيات في أماكن أخرى في البلاد، التي تجاوزت فيها الحرارة 40 درجة مئوية.
وربط العلماء البداية المبكرة لصيف شديد الحرارة بتغير المناخ، وقالوا إن أكثر من مليار شخص في الهند وباكستان كانوا عرضة بشكل ما للحرارة الشديدة.
ومع توقع عدم سقوط أمطار موسمية باردة قبل الشهر المقبل والانقطاع المتكرر للكهرباء في بعض الأجزاء من الهند لن ينعم حتى السكان القادرين على تحمل أعباء المكيفات الهوائية بكثير من الراحة خلال الأسابيع المقبلة. وحدثت معظم الوفيات في ماهاراشترا في المناطق الريفية في الولاية الأكثر ثراء بالهند. وقال مسؤول في قطاع الصحة في ماهاراشترا لـ"رويترز" "هذه وفيات يشتبه في حدوثها بسبب ضربة شمس".
والهند هي ثاني أكبر منتج للقمح في العالم، لكن من المتوقع أن تقلص الحرارة محصول هذا العام بعد خمسة أعوام متتالية من المحاصيل القياسية.
ومع زيادة الطلب على الطاقة، تبحث شركات الكهرباء مسألة العجز الهائل في الفحم، فيما تناشدها الحكومة زيادة الواردات. وسجلت الهند أدفأ شهر آذار (مارس) خلال قرن، إذ بلغت الحرارة القصوى بأنحاء البلاد 33.1 درجة مئوية بارتفاع نحو 1.86 درجة عن الطبيعي بحسب إدارة الأرصاد الجوية الهندية. وشهدت أجزاء عديدة في شمال وغرب وشرق الهند درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية في الشهر الماضي.
ومن المرجح، فيما يبدو انخفاض إنتاج الهند من القمح العام الجاري 2022 بعد محاصيل قياسية متعاقبة على مدى الأعوام الخمسة الماضية، بعد أن أدى ارتفاع شديد مفاجئ في درجات الحرارة في منتصف آذار (مارس)، إلى تراجع المحصول في ثاني أكبر دولة منتجة للقمح في العالم. ويمكن أن يقلص انخفاض الإنتاج صادرات الهند من القمح، وسيتسبب ذلك في زيادة مضافة في أسعار القمح العالمية التي زادت بعد الأزمة الروسية- الأوكرانية في 24 شباط (فبراير). وصدرت الهند كمية قياسية من القمح بلغت 7.85 مليون طن في العام المالي المنتهي في آخر آذار (مارس) بزيادة نسبتها 275 في المائة عن العام السابق.
وكان التجار والمسؤولون الحكوميون، الذين انتظروا محصولا قياسيا آخر يتوقعون فرصة لتصدير 12 مليون طن في العام المالي الحالي 2022/ 2023.
وفي منتصف شباط (فبراير)، قبل نحو شهر من موجة الحرارة الأخيرة، قالت الحكومة "إن الهند في سبيلها لإنتاج أكبر محصول إلى الآن يبلغ 111.32 مليون طن من الحبوب ارتفاعا من محصول العام السابق الذي بلغ 109.59 مليون طن". ولم تعدل الحكومة بعد توقعاتها للإنتاج، لكن مذكرة رسمية أفادت بأن الإنتاج يمكن أن ينخفض إلى 105 ملايين طن هذا العام. وطبقا لبيانات جمعتها هيئة الأرصاد الهندية، التي تديرها الدولة، سجلت الهند في 2022 أكثر شهور آذار (مارس) ارتفاعا في درجات الحرارة خلال 122 عاما، مع ارتفاع الحد الأقصى لدرجات الحرارة في عموم البلاد إلى 33.1 درجة مئوية بزيادة 1.86 درجة عن المعتاد.
في حين وصل الطلب على الكهرباء في الهند إلى مستوى قياسي في نيسان (أبريل) مع تعرض ولاياتها الشمالية لأعنف موجة حارة منذ عقود في الفترة، التي تسبق فصل الصيف، تسببت في الارتفاع في استخدام مكيفات الهواء في أسوأ أزمة كهرباء منذ أكثر من ستة أعوام. وأظهر تحليل أجرته "رويترز" لبيانات حكومية، أن الطلب على الكهرباء زاد 13.2 في المائة إلى 135.4 مليار كيلو واط في الساعة مع نمو الطلب في الشمال بين 16 و75 في المائة.
ومن المنتظر أن يزداد استهلاك الكهرباء، إذ يتوقع مكتب الأرصاد الجوية في الهند درجات حرارة أعلى من الحرارة القصوى العادية في معظم أجزاء الغرب الأوسط والشمال الغربي والشمال والشمال الشرقي. وعانت الهند وجارتها باكستان درجات حرارة شديدة هذا العام، وحذر علماء من أن أكثر من مليار شخص معرضون للخطر بسبب الحرارة، وربطوا البداية المبكرة لصيف قائظ بتغير المناخ.
وأدى استهلاك الكهرباء بمعدلات غير مسبوقة إلى انقطاعها على نطاق واسع في نيسان (أبريل)، فيما تحاول المرافق تلبية الطلب مع تضاؤل إمدادات الفحم. وانخفضت إمدادات الطاقة عن الطلب بمقدار 2.41 مليار وحدة، أو 1.8 في المائة، وهو أسوأ معدل منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2015. ومن المرجح أن تواجه الهند مزيدا من الانقطاع في التيار الكهربائي، إذ انخفضت مخزونات المرافق من الفحم، التي كانت عند أدنى مستوياتها في الفترة التي تسبق فصل الصيف منذ تسعة أعوام على الأقل 13 في المائة. يأتي ذلك على الرغم من زيادة شركة الفحم الهندية، التي تديرها الدولة وتشكل 80 في المائة من إنتاج الفحم في البلاد، لإنتاجها بأكثر من 27 في المائة.