شهدت التعاملات التجارية بين الجزائر وفرنسا مدا وجزرا، ورغم أن فرنسا تعد من أهم الشركاء التجاريين للجزائر، إلا أنها عرفت تراجعا لاسيما خلال السنوات الأخيرة، على خلفية توجه الجزائر لتوسيع دائرة الشركاء التجاريين والاقتصاديين وتنويع المعاملات، بما في ذلك بالنسبة لبعض المواد التي كانت تمثل فيها فرنسا حصة معتبرة مثل القمح والمواد الصيدلانية. وقد فقدت باريس مواقع عديدة في مجال شبكة المبادلات التجارية على حساب أطراف عديدة، ومع ذلك، فإن حجم المبادلات التجارية ظل معتبرا، فقد بلغ حجم المبادلات وفقا لتقديرات وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية سنة 2021 نحو 7.95 ملايير أورو، منها 3.7 ملايير أورو صادرات فرنسية باتجاه الجزائر، و4.3 ملايير أورو واردات فرنسية من الجزائر، مع ترجيح الكفة لصالح الجزائر بنحو 500 مليون أورو. وسجلت الصادرات الفرنسية تراجعا محسوسا، حيث قدرت بـناقص 11,6%، بينما سجلت صادرات الجزائر نموا إيجابيا بـ59.1 في المائة.
وتصنف الجزائر فرنسا كشريك تجاري رقم 26، فالجزائر وفقا لتقدير باريس هو الزبون السابع والعشرون لفرنسا، وهو الممون السابع والعشرون أيضا، كما أنه السابع والثلاثون من حيث مستوى العجز في الميزان التجاري، وتمثل الصادرات الفرنسية للجزائر 1,018% من إجمالي الصادرات الفرنسية. أما بالنسبة لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، فإن الجزائر تعد الزبون الثالث والممون الثالث وسادس عجز في الميزان التجاري وتمثل صادرات فرنسا 17,55% من مجموع صادرات في المنطقة. بالمقابل، تفيد إحصائيات مصالح الجمارك الجزائرية بالنسبة للمبادلات التجارية لسنة 2020 أن فرنسا مثلت ثاني ممون بقيمة 3.64 ملايير دولار وبحصة تقدر بـ10.60 بالمائة، وتسجيل تراجع بنسبة ناقص 14.77 في المائة، بينما صنفت الصين كأهم ممون للجزائر بقيمة 5.78 ملايير دولار وحصة بـ16.81 في المائة
بالمقابل، مثلت فرنسا ثاني زبون للجزائر بقيمة 3.25 مليار دولار بحصة بلغت 13.69 في المائة وتراجع بنسبة ناقص 35.55 في المائة، بينما تتصدر إيطاليا قائمة الزبائن بقيمة 3.44 ملايير دولار بحصة بلغت 14.47 في المائة. وفي المحصلة قدر حجم المبادلات التجارية الجزائرية الفرنسية بنحو 6.90 ملايير دولار، بينما بلغت قيمة المبادلات الجزائرية الصينية 6.94 ملايير دولار، وهو ما يجعل الصين أهم شريك تجاري للجزائر. وفي آخر تقدير لمصالح الجمارك بالنسبة للسداسي الأول من سنة 2022 تمت الإشارة إلى أن الممونين الرئيسيين للجزائر هم الصين (16,5 بالمائة) وفرنسا (7,17 بالمائة) والبرازيل (6,51 بالمائة) والأرجنتين (6,44 بالمائة) وإيطاليا (5,83 بالمائة)، مع الإشارة إلى أن أهم الزبائن هم: إيطاليا (21,83 بالمائة) وإسبانيا (12,13 بالمائة) وفرنسا (9,94 بالمائة) وهولندا (7,38 بالمائة) والولايات المتحدة (5,75 بالمائة). من جانب آخر، وحسب المديرية العامة للجمارك الفرنسية، فإن قيمة الواردات الفرنسية من الجزائر بلغت خلال السداسي الأول من سنة 2022 نحو 644.00 مليون أورو.
المحروقات أهم صادرات الجزائر والمركبات والحبوب والأدوية أهم وارداتها
تكشف تقديرات مصالح الجمارك ومديرية الخزينة الفرنسية أن أهم المنتجات الفرنسية المصدرة في سنة 2021 باتجاه الجزائر تمثلت في عتاد وآليات النقل بقيمة 651 مليون أورو وحصة تمثل 17.6 بالمائة، تليها المنتجات الفلاحية والغذائية والمواد الصيدية بقيمة 630 مليون أورو بحصة تقدر بـ17.0 بالمائة، تليها منتجات معدنية ومطاطية وبلاستيكية بقيمة 487.5 مليون أورو وحصة بنسبة 13.2 بالمائة، ومواد كيميائية وعطور ومواد تجميل بقيمة 437.7 مليون أورو وحصة 11.8 بالمائة. أما بخصوص تركيبة الصادرات الجزائرية إلى فرنسا، فتتمثل في المحروقات الطبيعية ومواد الصناعات الاستخراجية بقيمة 3.017 ملايير أورو وحصة 71.0 في المائة تليها مشتقات نفط ومنتجات مكررة وفحم الكوك بقيمة 844.7 مليون أورو وحصة بـ19.9 بالمائة، ثم المواد الكيميائية بقيمة 264.7 مليون أورو بحصة تبلغ 6.2 بالمائة، إضافة إلى المنتجات الفلاحية والصيدية بقيمة 37.6 مليون أورو بحصة تقدر بـ0.9 بالمائة.
في نفس السياق، وحسب قاعدة البيانات "كومترايد" لمنظمة الأمم المتحدة حول التجارة الدولية، فإن قيمة صادرات فرنسا للجزائر بلغت 4,38 ملايير دولار سنة 2021، ومثلت نسبة 0.77 بالمائة من مجموع الصادرات، وتمثلت في البداية في المركبات بقيمة 732.62 مليون دولار، ثم الحبوب بـ653.50 مليون دولار، فالآلات والمدفئات والتجهيزات بقيمة 598.53 مليون دولار، والأدوية والمنتجات الصيدلانية بـ423.09 مليون دولار، ثم المعدات والتجهيزات الكهربائية والإلكترونية بـ261.91 مليون دولار وأجهزة بصرية وصور وتقنية وطبية 220.96 مليون دولار والبلاستيك 171.85 مليون دولار، إلى جانب زيوت عطرية وعطور ومستحضرات تجميل ومواد الصحة والتنظيف 135.75 مليون دولار، ومنتجات كيماوية متنوعة 107.27 مليون دولار، ومواد كيميائية عضوية 107.27 مليون دولار.
أما الصادرات الجزائرية البالغ قيمتها السنة الماضية، حسب نفس المصدر، 5.11 ملايير دولار، فتمثلت في الوقود المعدني محروقات والزيوت ومنتجات التقطير 4.64 ملايير دولار، أسمدة 173.47 مليون دولار، مواد كيميائية غير عضوية، مركب معادن ثمينة، 126.65 مليون دولار، فواكه صالحة للأكل، مكسرات، قشور حمضيات 42.89 مليون دولار، الآلات والعتاد 42.55 مليون دولار، ملح، كبريت، صلصال، حجر، جبس، كلس وإسمنت 41.23 مليون دولار والمشروبات الروحية والخل 6.92 مليون دولار وسكر وحلويات سكرية 6.19 مليون دولار والزيوت الأساسية والعطور ومستحضرات التجميل ومواد صحية 5.91 مليون دولار.