استعادت الجزائر، خلال شهر شتنبر الماضي، صدارتها في قائمة موّردي الغاز لإسبانيا، بعد أن أزاحتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ يناير الماضي، بسبب العلاقات المتوترة بين البلدين، إلى جانب وقف استغلال أنبوب الغاز المغاربي الذي يمرّ عبر التراب المغربي نهاية السنة الماضية. وكشفت صحيفة “إلبريوديكو دي لا إنيريخيا” الإسبانية عن أرقام حديثة صادرة عن شركة “إناغاس” الإسبانية للطاقة، إذ بلغ استهلاك الغاز الطبيعي من الجزائر، خلال شتنبر، 8931 جيغاواط ساعة، بنسبة 25.4 في المائة من إجمالي الواردات الإسبانية من الغاز. وتزوّد الجزائر إسبانيا بالغاز الطبيعي عبر مسارين، حيث صدّرت، خلال الفترة نفسها، 7962 جيغاواط ساعة عن طريق أنبوب ميدغاز، بينما وصلت 969 جيغاواط ساعة عن طريق ناقلة غاز الميثان.
المصدر ذاته أكد أن هذه الأرقام لا تغيّر واقع استمرار أمريكا في موقعها كمورد رئيسي للغاز الطبيعي لإسبانيا حتى الآن عام 2022، برقم قياسي بلغ 102،694 جيغاواط ساعة، أي ما يُعادل 30.5 في المائة من إجمالي واردات البلد الأوروبي. إلى ذلك، كشفت الصحيفة الإيبيرية توقيع اتفاقية بين الشركة الإسبانية للطاقة “ناتورجي” وشركة “سوناطراك” الجزائرية لمراجعة سعر عقودها لتوريد الغاز الطبيعي من الجزائر، بينما تواصل الشركتان التفاوض، في إطار البنود التعاقدية، على الأسعار المطبقة اعتبارًا من 1 يناير 2023. وبدأت إسبانيا تنويع مصادرها من الغاز الطبيعي بعد تعليق الجزائر معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون المبرمة بين البلدين قبل 20 عاما، وذلك على خلفية موقف مدريد من قضية الصحراء المغربية. ومن ضمن التنويع الإقليمي للبلد الأوروبي في إمداداته من الغاز الطبيعي، تبرز نيجيريا أيضًا، بنسبة 14.5 في من إجمالي الواردات (48.705 جيغاواط ساعة)، فيما استوردت البلاد، خلال الأشهر التسعة الماضية، 38125 جيغاواط ساعة من روسيا، أي ما يعادل 11.3 في المائة من الحجم الإجمالي.