البرازيل

المنتجات الغذائية والمشروبات

10-11-2020

البرازيل تستورد ألف طن من التمور

البرازيل

ساو باولو – بلغ المعدل السنوي للإستيراد البرازيلي من التمور، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، ما قيمته ألف طن. لكنه خلال العام الجاري شهدت هذه الواردات تراجعاً إلى النصف تقريباً، نتيجة تفشي وباء كورونا. ففي عام 2019، بلغ حجم الواردات 1,1 ألف طن، و994 طن في عام 2018 و933 طن في عام 2017. وفي العامين الماضيين، تراوح حجم الواردات بين 600 طن و800 طن، وفقاً لقاعدة بيانات الحكومة الفيدرالية.

 

وتعتبر الدول العربية المنتجة الرئيسية للتمور في العالم وأحد أبرز المصدرين للفاكهة إلى البرازيل. ومن يعمل في هذا القطاع يدرك أنه على الرغم من ازدياد حجمها خلال الأعوام الأخيرة، فإن المشتريات البرازيلية من التمور ما زالت في مستويات منخفضة فيما إذا أخذنا بعين الإعتبار إمكانيات السوق المحلية المكونة من أكثر من 200 مليون مستهلك. ولا تزال التمور في عداد الأغذية غير المعروفة من قبل المستهلك البرازيلي، كما أنها لا تشكل جزءاً من نظامه الغذائي اليومي.

 

وحول هذا الموضوع تقول سيدة الأعمال “جوليا دي بيازي”، التي بدأت نشاطها في هذا السوق في عام 2017، باستيرادها للتمور من الإمارات العربية المتحدة: “لا تزال البرازيل تحبو ليس في إنتاج التمور فحسب، ولكن في إنتاج الفواكه المجففة ككل. والجمهور المستهلك بشكل عام يجهل كل ما لا ننتجه هنا في البلاد”. والجدير بالذكر أن أشجار النخيل تتواجد بشكل رئيسي في المناطق الصحراوية، ولا توجد هناك مساحات واسعة لزراعة النخيل في الأراضي البرازيلية.

 

وتضيف “جوليا” أن استهلاك التمور في البرازيل يعتمد بشكل أساسي على المهتمين باللياقة البدنية، والمستهلكين المتبعين لبرامج التغذية المتوازنة. وحسب تصريحها فإن المهتمين باللياقة البدنية يستهلكون التمور كمكمل غذائي. تقول: “عندما يخرج الشخص من صالة الألعاب الرياضية يتناول التمر لكبح الرغبة في استهلاك الحلوى”. وترى سيدة الأعمال أن التمور بدأت تُستخدم في البرازيل في صناعة الكعك والخبز وأغذية الأطفال. وهي بنفسها أنشات علامة تجارية للأساي مع التمر.

 

تباع التمور في البرازيل في المتاجر ومحلات المنتجات الطبيعية، بالإضافة إلى محلات البقالة ومتاجر السوبر ماركت الكبيرة. وترى “جوليا” أن الاستهلاك يمكن أن يتجاوز هذه الحدود بكثير في حال قامت الشركات المصدرة بعمل جدي للترويج للتمور كمادة غذائية. وقالت سيدة الأعمال لوكالة الأنباء العربية البرازيلية (أنبا): “البرازيل بلد ضخم، وبمجرد أن تبدأ الشركات في الاستثمار في الإعلان والدعاية، سيشهد الاستهلاك نمواً هائلاً”.

 

تقول جوليا إنه إلى جانب كونها غير معروفة في البرازيل، فإن المستهلكين – بما في ذلك قطاع البيع بالتجزئة – يجهلون أنواع الفواكه المختلفة الموجودة والفوائد الصحية الناتجة عن استهلاكها. تقول: “هناك أكثر من 180 صنفاً من التمور في منطقة الخليج وحدها”. أشهرها في السوق البرازيلية هو صنف المدجول، الذي يتميز بكبر حجمه ويستخدمه المستهلكون لوضع الفراولة داخله. والجدير بالذكر أن “جوليا” تقوم بتسويق صنفي خلاص وفرض، اللذين تنتجهما شركة الفوعة، من الإمارات العربية المتحدة. تقول “جوليا”: “إنها أصناف جيدة. تعادل أو تفوق صنف المدجول من حيث الجودة” ، مشيرة إلى أنها جاهدت لإقناع تجار التجزئة بذلك.

 

سنة غير نموذجية لتجارة التمور 

خلال فترة ما بين يناير – سبتمبر من العام الجاري، استوردت البرازيل 524 طن من التمور، علماً بأن أبرز الدول الموردة هي تونس وإيران. وأفادت “جوليا” أن الإمارات العربية المتحدة ستدرج على هذه القائمة قريباً، إذ أنها استوردت حاوية من التمور الإماراتية التي ستصل إلى البرازيل خلال الأسبوع المقبل. وفي العام الماضي استوردت السوق البرازيلية 1,1 ألف طن من التمور الموردة من تونس والجزائر وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ولبنان والصين، وفقًا لبيانات عامة.

 

وخلال العام الجاري شهدت الواردات البرازيلية تراجعاً نتيجة تفشي وباء كورونا. كما ساهم ارتفاع سعر الدولار مقابل الريال البرازيلي في جعل الواردات أكثر تكلفة. تقول “جوليا”: “أنت تشتري التمر وتذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو لممارسة رياضة المشي. إنها ثمرة لممارسة الرياضة، لكن معظم الناس مكثوا في بيوتهم ، لذلك استهلكوا فقط منتجات النظافة والمواد الغذائية الأساسية”. وتعتقد سيدة الأعمال البرازيلية أنه بمجرد عودة الوضع العالمي إلى طبيعته، فسوف تعود مبيعات التمور إلى سابق عهدها في البرازيل. وقالت: “أنا متأكدة من أن عام 2021 سيكون عاماً حافلاً بالتفاؤل بالنسبة لتجارة هذه الفاكهة”.