استمرت مكاسب صادرات كوريا الجنوبية في الزيادة لـ11 شهرًا متتاليًا بزيادة 16.7%، وحافظت البلاد على نمو قوي على الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن انتشار الفيروسات المتحورة من كوفيد-19 حول العالم. ووصلت الشحنات الصادرة خلال الشهر الماضي إلى 55.8 مليار دولار، بحسب البيانات التي جمعتها وزارة التجارة والصناعة والطاقة. وهذا الرقم الشهري هو الأعلى منذ أن بدأت كوريا الجنوبية في تجميع هذه البيانات في عام 1956. وكان الرقم القياسي السابق 55.4 مليار دولار في يوليو من هذا العام. وزادت الواردات بنسبة 31% إلى 51.6 مليار دولار، مما أدى إلى فائض تجاري قدره 4.2 مليار دولار. وهو الشهر السابع عشر على التوالي الذي تسجل فيه البلاد فائضًا تجاريًا. وجاءت صادرات سبتمبر أعلى بقليل مما كان السوق يتوقعه.
ووفقًا لاستطلاع أجرته يونهاب إنفوماكس، الذراع المالية لوكالة يونهاب للأنباء، فإن التقديرات تشير إلى أن صادرات البلاد في سبتمبر ارتفعت بنسبة 15%. وحسب القطاع، ارتفعت صادرات الرقائق بنسبة 28.2% لتصل إلى 12.1 مليار دولار، على خلفية الطلب القوي على قطاع الهواتف المحمولة بعد إصدارات الهواتف الذكية الجديدة. كما قام مشغلو الخوادم الدولية بتوسيع استثماراتهم، مما أدى إلى زيادة الطلب على الرقائق. وهو الشهر الخامس عشر على التوالي الذي تشهد فيه شحنات أشباه الموصلات نموًا سنويًا. ومن بين القطاعات الرابحة الرئيسية الأخرى قطاع المنتجات البتروكيماوية، التي ارتفعت شحناتها بنسبة 52% على أساس سنوي إلى 4.7 مليار دولار على خلفية الطلب القوي على صناعات البناء. كما قفزت صادرات البترول بنسبة 79% وسط قلة المعروض من النفط الخام حول العالم. وارتفعت المبيعات الخارجية لمنتجات الصلب بنسبة 42% نتيجة لارتفاع الأسعار العالمية أيضًا.
ومن ناحية أخرى، تراجعت مبيعات السيارات بنسبة 6.1% لتصل إلى 3.5 مليار دولار، وسط النقص العالمي في رقائق السيارات. كما تراجعت صادرات قطع غيار السيارات بنسبة 5.1%. وشهدت البطاريات القابلة لإعادة الشحن انخفاضًا في صادراتها بنسبة 2% على أساس سنوي في سبتمبر، حيث أثر نقص المعروض من رقائق السيارات على إنتاج السيارات الكهربائية. وانخفضت صادرات السفن بنسبة 40.5%. وقالت الوزارة إن التراجع جاء لأن الصفقات الأخيرة التي فازت بها شركات بناء السفن المحلية لم يتم تضمينها بعد في البيانات. وحسب الوجهة، ارتفعت الصادرات إلى الصين بنسبة 17.3% على أساس سنوي في سبتمبر لتصل إلى 14.3 مليار دولار، على خلفية الأداء الجيد للرقائق والمنتجات البتروكيماوية والأجهزة المحمولة. وزادت الشحنات إلى الولايات المتحدة بنسبة 14.5% لتصل إلى 8 مليارات دولار على معدات البناء والرقائق.
وقال وزير الصناعة مون سونغ- ووك في بيان له أنه "من المتوقع أن تواجه الصادرات تحديات مع انتشار السلالات المتحورة من كورونا وتعطيل خدمات الشحن العالمية وتأخر توريد قطع الغيار إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الخام". وأضاف "نعتزم ألا ندخر جهدا للحفاظ على النمو القوي في الصادرات للفترة المتبقية من عام 2021". ونما الاقتصاد الكوري الجنوبي بشكل أسرع قليلاً مما كان متوقعا في الربع الثاني بفضل الانتعاش القوي لقطاعي الصادرات والخدمات، وفقًا للبيانات التي قدمها البنك المركزي الشهر الماضي. ونما اقتصاد البلاد بنسبة 0.8% في الفترة من أبريل إلى يونيو مقارنة بثلاثة أشهر سابقة بزيادة 0.1 نقطة مئوية عما كان متوقعًا في وقت سابق، وفقًا للبيانات الأولية الصادرة عن بنك كوريا المركزي.