اليابان

المركبات ومعدات النقل

04-08-2022

صادرات اليابان من السيارات المستعملة لروسيا تتضاعف ثلاثة أضعاف على الرغم من العقوبات

اليابان

في أواخر حزيران/يونيو، كان ميناء فلاديفوستوك في الشرق الأقصى لروسيا ممتلئاً بالسيارات الجديدة والمستعملة المنقولة من اليابان وكوريا الجنوبية، وكان العديد منها سيارات الدفع الرباعي والحافلات الصغيرة والموديلات الفاخرة الكبيرة. أفاد رئيس قسم الشحن في شركة لإدارة المرافق فيكتور لوتسيك بأن هناك نقص في أماكن وقوف السيارات بعد الزيادة الحادة في السيارات المستوردة من اليابان ودول أخرى، موضحاً أن الشركة تدرس توسيع المساحة أو بناء مرفق تخزين مؤقت في منطقة الضواحي، ومضيفاً أن الشركات الأخرى العاملة في الميناء تواجه وضعا مماثلاً. وعلى الرغم من أن اليابان والعديد من الدول الغربية فرضت عقوبات اقتصادية على موسكو في أعقاب غزوها لأوكرانيا، إلا أن صادرات اليابان من السيارات المستعملة إلى الشرق الأقصى لروسيا زادت بمقدار ثلاثة أضعاف منذ شهر أيار/مايو تقريباً.

 

وأوضحت الشركات الروسية إنها غارقة في الطلبات من جميع أنحاء البلاد وغالباً ما تضطر إلى تقييد الطلبات، بينما تنتظر حوالي 40 ألف سيارة في انتظار التحميل وأن يتم تصديرها من اليابان، كما أفاد ممثل في شركة لوجستية إنها تستخدم سفينتي شحن لنقل 2000 سيارة مستعملة من اليابان كل شهر، وأن الشركة غير قادرة على زيادة قدرتها على النقل لأن عدد خدمات الشحن محدود والميناء مليء بالفعل بالبضائع. ونوه الرئيس التنفيذي لشركة كاروين، المستورد السيارات المستعملة ومقرها فلاديفوستوك، ديمتري زابورا، إنه كان في حيرة من الموقف غير المتوقع، وأن الشركة اضطرت للتوقف مؤقتاً عن قبول الطلبات لأن التوقعات ظلت غير مؤكدة بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير.

 

إلا أنه بعد فترة وجيزة من استئناف كاروين للاستيراد في نيسان/أبريل غُمرت الشركة بالطلبات، حيث قد تلقت حوالي 300 طلبيه في حزيران/يونيو، أي بزيادة أكثر من ثلاثة أضعاف عن ما كان عليه الطلب قبل الغزو، عندما كان الرقم بين 60 و90 طلبيه شهرياً، موضحاً أنه تم شراء ما بين 40 إلى 45 ألف مركبة وتنتظر التحميل في اليابان. كما أفاد زابورا بأنه كان على الشركة أن تحد من الطلبات إلى حوالي 200 لأنها لم تستطع مواكبة عبء العمل، مضيفاً أنه يجرى حالياً نقل 17,000 إلى 18,000 سيارة مستعملة إلى روسيا من اليابان شهرياً، إلا أن تلك الزيادة الحادة في الطلبات تسببت في تأخير اتخاذ الترتيبات لسفن الشحن ومرافق التخزين، وكذلك الإجراءات الجمركية. هذا وأوقفت شركات الشحن اليابانية خدماتها من يوكوهاما وكوبي إلى الشرق الأقصى لروسيا بعد الغزو بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو، وتفاقم الوضع أكثر بعد أن اشتعلت النيران في سفينة شحن روسية محملة بالسيارات المستعملة أثناء توجهها إلى فلاديفوستوك من ميناء فوشيكي في محافظة توياما في أواخر حزيران/يونيو، مما أدى إلى تعليقها مؤقتاً.

 

وعلى صعيد أخر، فقد أصبحت السيارات اليابانية المستعملة أرخص بفضل الروبل القوي هو السبب الرئيسي لارتفاع الطلبات، حيث كان الروبل الواحد يساوي 1.5 ين قبل العزو وذلك قبل أن يكون أقل من 0.9 ين في وقت ما بعد الغزو والذي انتعش منذ أواخر نيسان/أبريل ليحوم الروبل حول 2.5 ين. على سبيل المثال، سيارة مستعملة بقيمة 3 ملايين ين في اليابان كانت تساوي حوالي مليوني روبل قبل الغزو، وقد قفزت قيمتها قفزت إلى نحو 3.33 مليون روبل بعد الغزو، قبل أن تنخفض إلى نحو 1.2 مليون روبل منذ أواخر نيسان/أبريل، مع العلم أن الروبل يحوم حاليًا حول 2.3 مقابل الين، ويبقى عند مستوى أعلى من ذي قبل. وكلما ارتفع سعر السيارة، زادت الفوائد التي يمكن للمشتري الحصول عليها من الروبل الأقوى، وبطبيعة الحال، تحظى سيارات بي-أم-دبليو وغيرها من السيارات الأوروبية الفاخرة بشعبية في روسيا، وهناك أيضًا آراء مفادها أن انخفاض أسعار السيارات المستوردة يساهم في انخفاض مبيعات السيارات الجديدة في روسيا.

 

ارتفاع روبل مقابل الين
وتشمل سلسلة العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا حظر تصدير السيارات الفاخرة التي تزيد قيمتها عن 6 ملايين ين والشاحنات المتوسطة والكبيرة وغيرها من المركبات، ووفقًا لشركات يابانية وروسية لا تزال تُجرى تحويلات الأموال من روسيا إلى اليابان بسلاسة على الأقل في الوقت الراهن. ونوه رئيس اتحاد مصدري السيارات المستعملة في اليابان، هيروشي ساتو لكون "العقوبات ليس لها تأثير يذكر، من المرجح أن يظل الاتجاه دون تغيير طالما استمر الروبل في الارتفاع"، نود الإشارة، إلا أنه ليس هناك غموض يذكر في سبب قوة الروبل مع العقوبات المفروضة. وبالأخص أنه في أعقاب الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، غادرت العديد من الشركات الأجنبية روسيا وأوقفت الصادرات والواردات المتعلقة بالبلاد بعد فرض العقوبات الشديدة، ومع عزل الاقتصاد الروسي عن بقية العالم، بدت آفاقه المستقبلية قاتمة، وانخفض الروبل مؤقتاً.

 

إلا أنه بالتزامن مع حدوث انخفاض حاد في الواردات، فإن صادرات روسيا من النفط والغاز الطبيعي والموارد الأخرى -المصدر الرئيسي لإيرادات العملة الأجنبية في البلاد- لم تتعرض لضربة شديدة بفضل ارتفاع أسعار الموارد، وأدى ذلك إلى انخفاض حاد في مشتريات الدولار واليورو لدفع ثمن السلع المستوردة.  ونتيجة لذلك، أصبحت كمية الروبل التي يتم شراؤها عن طريق بيع العملات الأجنبية التي يتم الحصول عليها من خلال الصادرات أكبر بكثير، الوضع الذي سمح لسعر صرف الروبل بالارتفاع، بخلاف ذلك، لا يزال الإنتاج العالمي للسيارات غير مستقر بسبب نقص أشباه الموصلات في جميع أنحاء العالم وعوامل أخرى. ما أدى إلى زيادة الطلب على السيارات المستعملة، ومن المحتمل أن تصل الصادرات من السيارات المستعملة من اليابان وكوريا الجنوبية إلى روسيا إلى ذروتها بسبب نقص المعروض من السيارات المستعملة في اليابان وأماكن أخرى بالإضافة لانحصار مساحة تخزين المركبات في ميناء فلاديفوستوك في الشرق الأقصى لروسيا.